“تماثيل عين غزال”.. ما قصتها؟ واين توجد؟

تماثيل عين غزال الموجودة في موقع عين غزال في الأردن، تعتبر من أقدم التماثيل التي صنعت بواسطة الإنسان. يعود تاريخها إلى العصر الحجري الحديث قبل الفخار، وتحديدًا إلى حوالي 8 آلاف سنة قبل الميلاد. وهذا يجعلها ذات أهمية تاريخية كبيرة، حيث تعتبر دليلًا على استيطان الإنسان لهذه المنطقة منذ عصور ما قبل التاريخ. ويعتبر العديد من الفنانين التشكيليين هذه التماثيل بداية لتطور الفن التشكيلي، حيث تعكس خيال الإنسان ورؤيته الجمالية والروحية للعالم المحيط. وتعتبر هذه التماثيل إحدى المظاهر الفنية البادئة في تاريخ الفن، وتقدم لنا نظرة فريدة على الثقافة والفنون في تلك الفترة الزمنية البعيدة. وفي هذا المقال عبر موقع خليجنا سوف نتعرف على تماثيل عين غزال وماهي قصتها وتاريخها وأين توجد.

اضغط هنا 👈: سبب تصدر تماثيل عين غزال واجهة جوجل

قصة تماثيل عين غزال

تم اكتشاف تماثيل عين غزال في موقع عين غزال للعصر الحجري الحديث في عمان في عامي 1983م و1985م. إذ تم العثور على 32 تمثالاً بشريًا موضوعة بشكل أنيق داخل حفرتين خاصتين للترسيب. وتم دفنهم تحت أرضيات منازل مهجورة منذ فترة طويلة، وتشير التماثيل إلى الاتجاه العام شرقاً غرباً، باستثناء تمثال واحد. كما تم تكوين التماثيل على هيكل عظمي من القصب المغطى بالجص.

وتظهر الجثث بشكل مسطح، مما يشير إلى أنها صنعت على سطح مستو، وتم إبراز الرؤوس وطلاء العيون باستخدام القار الذي جلب من البحر الميت. ومع ذلك، لا تزال العلاقة الدقيقة بين التماثيل غير واضحة. قد تمثل التماثيل الأسلاف نظرًا لطريقة دفنهم المشابهة للدفن البشري، ومن الممكن أيضًا أن تكون شخصيات أسطورية تتولى دورًا في الحياة والخصوبة.

اقرأ أيضًا: تتشكل معظم الكهوف الجوفية بفعل الماء

جوجل يحتفي بتماثيل عين غزال

احتفل محرك البحث “جوجل” بتماثيل عين غزال في الأردن، والتي تعود تاريخها إلى قرابة 8 آلاف عام، إذ تعود تماثيل عين غزال الأردنية إلى الفترة بين عامي 7250 و6500 قبل الميلاد. وهي منحوتة من الصلصال، كما تمثل أشكالًا بشرية مجردة. تعكس هذه التماثيل براعة الحضارة التي صنعتها وتحمل رمزية كبيرة. كما وغير محرك البحث الشهير “غوغل” شعاره يوم السبت ليتضمن التماثيل في عين غزال، وهذا يعد تقليدًا يتبعه المحرك للاحتفاء بالمعالم الأثرية والتاريخية لدول العالم العربي وإحياء ذكرى الأحداث المهمة.

عدد التماثيل في عين غزال

تم اكتشاف 36 تمثالًا في موقع عين غزال وفقًا لتقارير وسائل الإعلام الأردنية، بما في ذلك صحيفة الدستور. وقد لعبت هذه التماثيل دورًا هامًا في جذب الاهتمام والانتباه إلى الموقع، نظرًا لأهمية المفاهيم والمحتويات المتعلقة بها، فضلاً عن خصائصها الشكلية وطريقة نحتها وحفظها. لذا، فإن هذه المجموعة من التماثيل تحظى بأهمية خاصة وتعتبر جوهرية في دراسة التاريخ والفن والثقافة المحلية.

اقرأ أيضًا: اشهر أسواق العبيد بالخليج

تصميم تماثيل عين غزال

تتميز التماثيل في عين غزال بتصميمها المعقد للرجال والنساء والأطفال، حيث تظهر ملامح بشرية واقعية، مثل: العيون اللوزية، والأنوف البارزة، والأرجل، وأصابع القدمين، والأظافر. وقد أصبحت هذه التماثيل مصدرًا لجذب الانتباه والإعجاب، حيث يمكن رؤيتها في العديد من المتاحف حول العالم، إذ تعكس هذه التماثيل تراثًا ثقافيًا غنيًا وتاريخًا مهمًا لعين غزال، وتعتبر شاهدًا على الحضارة القديمة والتطور الفني والثقافي للمنطقة.

أماكن تواجد تماثيل عين غزال

تتواجد بعض تماثيل عين غزال في متحف الآثار الأردني بالقلعة الأموية في عمان، وتمت إعارة بعضها إلى متاحف أخرى. على سبيل المثال؛ يوجد تمثال واحد في متحف اللوفر بباريس، وتوجد أجزاء من ثلاث تماثيل أخرى في المتحف البريطاني بلندن، ويمكن العثور على شكل ذو رأسين في متحف اللوفر أبو ظبي.

اقرأ أيضًا: اكثر المدن السعودية جمالا

صور تماثيل عين غزال

سوف نعرض عليكم باقة من صور تماثيل عين غزال فيما يلي:

موقع عين غزال

تقع منطقة عين غزال الأثرية شمال شرق مدينة عمان، وتم اكتشافها في عام 1974. تحتوي هذه المنطقة على آثار قرى زراعية تعود للنصف الثاني من الألف الثامن قبل الميلاد. كما يبلغ ارتفاع موقع عين غزال الأثري عن سطح البحر 720 مترًا. وتم إنشاء متحف خاصٍ لاستضافة العديد من الاكتشافات الأثريّة المذهلة من هذا الموقع. ويُعتبر هذا الموقع واحدًا من أغنى المواقع في العالم في العصر الحجري الحديث قبل ظهور الفخار.

في ختام هذا المقال، يمكننا أن نستنتج أن تماثيل عين غزال في الأردن تمثل إرثًا ثقافيًا قيمًا يرجع تاريخه لآلاف السنين. إذ إنها تشهد على براعة الحضارة التي تطورت في تلك الفترة الزمنية وتحمل في طياتها رموزًا وقصصًا تاريخية. لذلك، فإن تماثيل عين غزال تستحق الاهتمام والاحتفاء، ويجب أن نعزز الجهود للمحافظة عليها والترويج لها كموروث حضاري قيم يمتد لآلاف السنين، ويعكس تطوّر الإنسانيّة وإبداعها في صنع الفُنون والتّماثيل.